ثقافة "الإيمو" واحدة من عمليات النقل الأعمى لكل ما يحدث في الغرب دون مراعاة لتقاليدنا العربية، فدعونا نعرفكم بمعنى "الإيمو" وأصله كي نكون على علم بتلك الظاهرة التي بدأت تنتشر في عالمنا العربي مؤخراً.
• معناها
كلمة "Emo" هي اختصاراً لكلمة "Emotional" ، والتي تعني عاطفياً أو انفعالياً، وهي في الأصل أحد أنماط موسيقى الروك التي ظهرت للمرة الأولى في الثمانينيات من القرن الماضي، والتي تميزت بطابع خاص من الكلمات الحساسة التي تزيد من حماسة محبيها.
• بدايتها
ظلت الإيمو مقتصرة على كونها كلمة تعرف نمطاً محدداً من أنماط موسيقى الروك إلى بداية الألفية الثالثة لتتحول إلى نمط "سلوكي" يميز جماعة بعينها تجمعهم صفات نفسية معينة، انتشرت في البداية بين مراهقي أميركا الشمالية كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم التي غالباً ما تتسم بالحزن والكآبة وفي بعض الأحيان قد تجدهم متشائمين ويضخمون من المشكلات الصغيرة.
• أزياء الإيمو
يمتد التخصيص ليصل إلى الأزياء، فهم يمتلكون طريقة معينة لارتداء ملابسهم سواء كانوا من الشباب أو الشابات، فترى الشباب من الجنسين يرتدون ملابس قاتمة وسراويل ضيقة أو فضفاضة جداً، ويكثرون من أغطية المعصم والأساور والأحذية المرصعة، وفي الكثير من الأحيان يرتدون تي – شيرتات كتبت عليها كلمات وعبارات مأخوذة من أغنيات الروك المشهورة، وقد لا تتمكن في كثير من الأحيان من التفرقة بين الشباب والفتيات، فتجد الشباب من الجنسين يحرصون على إطالة الشعر الذي قد يتخلله خصلات زهرية اللون أو حمراء في كثير من الأحيان، كما يرسمون بمساحيق التجميل خطوط سوداء حول العينين لتظهر كبيرة.
• ثقافة الإيمو
تعنى شخصية الإيمو أنه شخص له طبيعة عاطفية خاصة وحساسة يميل للكآبة والحزن والتشاؤم، وغالباً ما تجدهم منبوذين من المجتمع لأنه لا يستطيع أحد فهم أهدافهم، وفي الغرب عندما ظهرت هذه الثقافة وأخذت تنتشر بين الشباب، خشي علماء النفس عليهم من الطبيعة المؤذية لهذا النمط الغريب من السلوك لأنه قد يدفعهم لإلحاق الأذى بأنفسهم أو الميل للانتحار، في حين أنهم يصفون أنفسهم بأنهم لا يميلون للعنف ومسالمون ويملأ قلبهم حزن وأسى.
• انتشار ظاهرة الإيمو في الوطن العربي وموقف المجتمع منها
بعدما انتشرت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ بين أبناء العديد من الدول العربية لنجدها في المدارس والجامعات، أصدرت السعودية مؤخراً قراراً يمنع بدخول الطلبة والطالبات ممن يدعون نفسهم بأنهم من الإيمو للمدارس والجامعات، حيث تم توجيه التعميم إلى مسؤولي الجامعات ووزارة التربية والتعليم العام، وذلك للتصدي لنمو تلك الظاهرة التي ساهمت منتديات المواقع الإلكترونية في الترويج لها، وألا يسمح لهؤلاء الطلبة بالعودة لصفوف الدراسة إلا بعد العودة للسلوك السوي مرة أخرى.
وفي العراق ذكر موقع صحيفة ديلي ميل الالكتروني نقلا عن وزارة الداخلية العراقية أن حوالي 90 شابا عراقيا قتلوا رجما على يد هذه الجماعات في العاصمة العراقية بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية.
وطبقاً لما نقل موقع "بي بي سي" عن الصحيفة فإن حوادث الهجوم على هؤلاء الشباب، انتشر بصورة سريعة بعد أن نشرت شرطة الأخلاق التابعة لوزارة الداخلية العراقية بيانا على الموقع الرسمي للوزارة تدين فيه انتشار ظاهرة الايمو وتعهدت بالقضاء على هذه الظاهرة " لخطرها على المجتمع العراقي".
أما موقع صحيفة الاخبار اللبنانية فنقل عن نشطاء عراقيين قولهم إن جماعات مسلحة يرتدي أفرادها ملابس مدنية شوهدوا وهم يقودون مجموعة من الشباب صغير السن إلى مناطق مختلفة في العاصمة بغداد وأعدموهم رميا بالحجارة.
في المقابل، نفت الحكومة العراقية وجود أي ملاحقة للمنتمين لظاهرة الإيمو في البلاد، واعتبرت أن هذه الظاهرة حرية شخصية.
ونقل موقع السومرية نيوز العراقي عن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قوله إنه "لا توجد أي ملاحقة للمنتمين لظاهرة الايمو في البلاد، وهي مجرد كذبة معتبرا ذلك حرية شخصية".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد وصف شباب الايمو بأنهم "مجانين وآفة المجتمع وطالب المختصين بإنهائهم قانونيا".
وتوالت ردود أفعال بعض نواب البرلمان العراقي من الناشطين في مجال حقوق الإنسان بشأن هذه التقارير.
وذكر موقع السومرية نقلا عن النائبة المستقلة صفية السهيل أن "عناصر قوى الأمن بدأت في الفترة الأخيرة تقوم باضطهاد الشباب واعتقالهم فقط لمجرد أنهم يلبسون على الموضة أو لأن تسريحة شعرهم غير اعتيادية".
إلا أن وزارة الداخلية ردت في بيان رسمي أنها " لم تسجل أي حالات قتل لمقلدي ظاهرة الايمو خلال الفترة الماضية، وأوضحت أن جميع حالات القتل التي أشيع عنها في وسائل الإعلام كانت لأسباب ثأرية واجتماعية وإجرامية تحدث دائماً".
أما جولة حاجي عضو لجنة منظمات المجتمع المدني في مجلس النواب فقالت إن "الايمو ظاهرة اجتماعية وعالمية، وبالتالي فهي لا تتعدى الموضة التي يتعلق بها الشباب من خلال تسريحة الشعر والملابس وهي لا تستدعي القلق من الاجهزة الامنية".