الواعظ الصامت

عضو نشيط

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله

الواعظ الصامت * * * * * * دار ابن خزيمة

الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، نبينا محمد (ص) و على آله و صحبه . . أما بعد :

* القبر :
بيت الوحدة . . و دار الوحشة . . و موطن الظلمة ، صاحبه في سهود . . و
ساكنة في خمود . . أنيسة الصديد و الدود . . دار الأموات . . و منزل
الحسرات و الكربات .

* القبر : قال عنه النبي (ص) : (( إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ! و إن لم ينج منه فما بعده أشد منه )) رواه الترميذي .
و قال رسول الله (ص) : (( ما رأيت منظرا قط إلا و القبر أفضع منه )) .

* القبر : منزل قد ترتحل إليه بعد لحظات ، أو سويعات أو سنوات ، و لا يشك مسلم أن ذلك لا محالة آت .

* القبر :
إنه المنظر الذي به يرق القلب ، و تدمع العين يُزهد في الدنيا ، و يرغب
غفي الآخرة ، يُذكر هادم اللذات ، و مفرذق الجماعات ، و يورث العظة و
الاعتبار و اليقظة منن الغفلة . .

* القبر : يعظ الأحياء بصمت ليذكرهم بالمآل الذي لابد منه ، فيدفعهم ذلك إلى زيادة الاستعداد ليوم المعاد .
قال رسول الله (ص) : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها فإنها تذكر الآخرة )) رواه الترميذي .

و
هناك . . اسأل القبر : أين المال و المتاع ؟ أين الجمال و السحر ؟ أين
الصحة و القوة ؟ أين المرض و الضعف ؟ أين القدرة و الجبروت ؟ أين الخنوع و
الذلة ؟ إنه يضم أجسادا كانت ناعمة منعمة ، تفوح منها العطور ، فماذا بها
؟ !

* في القبر يتحول : الوجه
الفاتن ، و اليد و اللسان الكذوب ، و العين الخائنة ، و القلب القاسي ،
إلى جماجم و أعظم نخرة ، و لا يبقى إلا العمل الذي قدمه صاحب القبر .

* فتنة القبر : جعلت النبي (ص) لا يترك صلاة إلا و يستعأيذ من عذاب القبر فيقول : ((
‘ذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، و
من عذاب القبر ، و من فتنة المحيا و الممات ، و من فتنة المسيح الدجال )) رواه ابن ماجه .
و يقول رسول الله (ص) لأصحابه : (( استعيذوا بالله من عذاب القبر ، فإن عذاب القبر حق )) رواه أحمد
وقال رسول الله (ص) : (( إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها ، و إن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم )) رواه مسلم .

* أخي :
القبر ذلك الواعظ لصامت ! ماذا أعددت له ؟ ! هل أعددت له عملا صالحا ينجيك
من عذابه و وحشته ، أم لا زلت لاهيا غافلا عن مصيرك ؟ ! فاستعد أخي لذلك
اليوم ، و أنت قادر على عمل الصالحات ، و اغتنم تلك الحياة فهي فرصة
للنجاة قبل أن تندم عليها عند موتك ، يوم لا ينفع الندم .

مديرة المنتدى

معك حق في كل كلمة كتبنها

عضو نشيط